بايدن الصهيوني قبل وبعد الصفعة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بايدن الصهيوني قبل وبعد الصفعة

شبكة البصرة

السيد زهره

محللون كثيرون اعتبروا ان ما فعلته اسرائيل كان بمثابة صفعة وجهتها الى نائب الرئيس الامريكي بايدن. مقصود بهذا بالطبع تعمد اعلان بناء 1600 وحدة استيطانبة في القدس المحتلة اثناء وجود بايدن في اسرائيل.

طبعا، اثار اعلان القرار الاسرائيلي انتقادات امريكية على النحو الذي عكسته التصريحات الرسمية. لكن لنلاحظ ان هذه الانتقادات الامريكية كانت اساسا بسبب توقيت اعلانه فقط مما سبب احراجا شديدا للإدارة الامريكية. وليس بسبب فحواه

حتى هذا.. حتى هذه الصفعة ليست بالأمر المزعح جدا بالنسبة الى نائب الرئيس الامريكي نفسه. فهي بالنسبة اليه صفعة من " الحبيب الغالي" الذي هو اسرائيل والصهيونية.

بايدن له مقولة شهيرة كان يحب ان يرددها في مناسبات كثيرة باعتزاز، وهي مقولة " انا صهيوني".

وفي زيارته الاخيرة هذه لاسرائيل، اثبت فعلا انه " صهيوني" رغم ما حدث وكل الانتقادات الامريكية للقرار الاسرائيلي. ولنا ان نتأمل مليا ما قاله بايدن في اسرائيل، قبل الصفعة وبعدها.

قبل الصفعة، حين اجتمع بايدن مع نتنياهو، خرج من الاجتماع وقال ان " اساس علاقتنا هو الالتزام المطلق والتام والثابت بأمن اسرائيل" واضاف الى هذا :" يحصل التقدم في الشرق الاوسط عندما يدرك الجميع انه ليس هناك ببساطة أي مسافة بين الولايات المتحدة واسرائيل. ليس هناك مسافة بين الولايات المتحدة واسرائيل عندما يتعلق الامر بأمن اسرائيل".

من الواضح طبعا ان هذه هي الرسالة التي اراد بايدن ان تصل الى الفلسطينيين والدول العربية. والرسالة هي انه لا فرق بين الموقف الامريكي والاسرائيلي، بل هناك تطابق تام ولا توجد أي مسافة بينهما، وان العرب يجب ان يرتبوا انفسهم على هذا الاساس.

وبعد الصفعة، ورغم الانتقادات الامريكية، ذهب بايدن الى جامعة تل ابيب والقى خطابا. في الخطاب قال ان امريكا " ليس لها صديق افضل من اسرائيل في العالم بأسره". وتغنى بايدن بحبه الشخصي لاسرائيل وتعلقه بها، هو وابوه من قبله.

تحدث بايدن عن ابيه الذي " كان دائما يتحدث عن الشعب اليهودي وصلته بأرضه، وكان يدعم اسرائيل ويدافع عن تأسيسها ".

واعاد بايدن في خطابه مقولته الشهيرة الاثيرة " لو كنت يهوديا لكنت صهيونيا". ولم ينس ان يتغنى بمآثر وعظمة " رائد الفكر الصهيويني تيودور هرتزل".

وعلينا ان نتأمل جيدا ما قاله بايدن في خطابه هذا، اضافة الى ما سبق. قال :" ان اسرائيل حققت انجازات رائعة بفضل ارادتها وبنائها اقتصادا قويا في منطقة جدباء ونجاحها في ارساء تقاليد ديمقراطية راسخة". واضاف ايضا :" اننا لن نتراجع عن تأمين حماية اسرائيل في هذه المنطقة المعادية نؤكد شرعية اسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها".

اذن، اسرائيل بالنسبة الى بايدن هي واحة للديمقراطية في منطقة جدباء متخلفة، ويقصد المنطقة العربية طبعا. واسرائيل بالنسبة اليه مغلوبة على امرها تعيش في " منطقة معادية".

اذن، ما قاله بايدن على هذا النحو قبل وبعد الصفعة، يثبت انه عندما يقول دوما " انا صهيوني" فهو يقصد فعلا ما يقول. هو فعلا صهيوني قلبا وقالبا. ولهذا تقبل الصفعة بصدر رحب، فهي بالنسبة اليه تندرج في اطار " ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب".

والمسألة بالنسبة الى العرب لا تتعلق بشخص بايدن. فهو حر في ان يكون صهيونيا كما كان ابوه من قبله. هذا شأنه. المسألة انه حين يتحدث بهذا الشكل ويقول ما قاله، فانه يتحدث باسم الولايات المتحدة وبصفته نائبا للرئيس الأمريكي.

وبصفته هذه، فان ما قاله واضح لا لبس فيه.. ان العرب لا يواجهون اسرائيل وحدها.. العرب يواجهون اسرائيل وامريكا معا حيث لا فرق على الاطلاق بين موقف اسرائيلي وآخر امريكي، ولا مسافة تفصل بينهما.

هذه هي الحقيقة الساطعة التي يتظاهر العرب اليوم بعدم ادراكها ويواصلون التعلق بوهم الدور الامريكي الفاعل.

شبكة البصرة

السبت 27 ربيع الاول 1431 / 13 آذار 2010