الملتقى السياسي و الفكري للشباب الفلسطيني والعربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بقلم الكاتب محسن الخزندار
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالسبت سبتمبر 18, 2010 2:14 pm من طرف شباب نضال سوريا

» متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالسبت أبريل 10, 2010 4:19 am من طرف المدير العام

» موقع صديق
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالإثنين أبريل 05, 2010 3:21 am من طرف المدير العام

» الوراثة السياسية عند العرب الدكتور هيثم مناع
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالخميس أبريل 01, 2010 12:14 pm من طرف المدير العام

» جبهة النضال الشعبي تشارك في فعاليات يوم الارض
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالخميس أبريل 01, 2010 4:03 am من طرف المدير العام

» فعاليات مهرجان الأسرى في غزة
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالخميس أبريل 01, 2010 3:25 am من طرف المدير العام

» الأتراك قادمون – فهمي هويدي
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالخميس أبريل 01, 2010 2:44 am من طرف المدير العام

» تحية للمقاومين-اهداء الى عباس و دحلان و رهطهم و متصهينى مصر و العرب‎
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالخميس أبريل 01, 2010 2:40 am من طرف المدير العام

» جديد القمة العربية في سرت
متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Emptyالخميس أبريل 01, 2010 2:36 am من طرف المدير العام

اتصل بنا
البريد الالكتروني للمكتب الاعلامي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني nidal1press@hotmail.com
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

اتصل بنا
البريد الالكتروني للمكتب الاعلامي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني nidal1press@hotmail.com

متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟

اذهب الى الأسفل

متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟ Empty متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟

مُساهمة  المدير العام السبت أبريل 10, 2010 4:19 am

متى تندلع الانتفاضة الثالثة؟
عوني صادق

تسببت الحرب الإجرامية التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة في نهاية كانون الثاني/ديسمبر 2008 في توقف المفاوضات المباشرة التي كانت تتواصل بين قادة العدو والسلطة الفلسطينية في رام الله، ومع توقف المفاوضات واستمرار الحرب، التي تحولت إلى محرقة كشفت ليس عن مدى العدوانية والحقد المعروفين عن المغتصبين الصهاينة وحسب بل عن زيف وكذب ما يتشدق به قادة هذا الكيان العدواني عن السلام ورغبتهم فيه وسعيهم إليه، ما أكد بدوره عبثية المفاوضات معه، الأمر الذي جعل الكثيرين يتوقعون اندلاع انتفاضة ثالثة تمثل ردا على مسلسل الاعتداءات وفشل المفاوضات معا، مثلما كانت الانتفاضة الأولي في العام 1987 ردا على فشل مشاريع التسوية منذ حزيران 1967، ومثلما كانت انتفاضة الأقصى ردا على فشل محادثات كامب ديفيد 2000.

لكن الحرب على غزة توقفت ولم تندلع الانتفاضة المنتظرة. وظلت المفاوضات متوقفة، وازدادت الاعتداءات التي أقدم عليها العدو الصهيوني في كل الاتجاهات، سواء أتعلق ذلك بمصادرة الأراضي أو هدم المنازل أو توسيع المستوطنات، أو بناء مستوطنات جديدة، حتى وصل الأمر إلى بناء (كنيس الخراب) تمهيدا لهدم المسجد الأقصى، الذي كان مجرد دخول المجرم شارون إليه في العام 2000 سببا كافيا لاندلاع الانتفاضة الثانية، دون أن تندلع الانتفاضة الثالثة مع توفر كل الأسباب والظروف الموضوعية لاندلاعها وعلى نحو أكثر مما كانت متوفرة في الانتفاضتين السابقتين. ذلك جعل السؤال عما يجري، وكيف، ولماذا لم تندلع الانتفاضة الثالثة يفرض نفسه، ويفرض على الكثيرين أن يحاولوا الإجابة عنه.

وفي تلخيص للأسباب والظروف المسوغة لاندلاع الانتفاضة، كتب خالد خليل متسائلا يقول:
" ما الذي حدث؟ الاحتلال ما زال جاثما على صدور الناس وأرضهم، والأوضاع المعيشية أصعب كثيرا من ذي قبل بما لا يقاس. المواطن الفلسطيني وفقا لاستطلاعات الرأي خاب أمله من التسوية ولا يرى بوادر أمل لحل ممكن في الأفق... الجيش الإسرائيلي يصول ويجول في المدن والقرى والمخيمات متى شاء وأينما شاء ودربه (خضراء ومسهلة) بدون مواجهة تذكر" (1) فلماذا لم تندلع الانتفاضة؟

لقد فاجأت الانتفاضتان، الأولى والثانية، ربما الجميع، بالرغم من أن تاريخ الشعب الفلسطيني على مدى قرن كامل لا يترك هامشا كبيرا للمفاجأة، بل يترك هامشا معقولا للتوقيت، ذلك لكثرة ما عرف هذا الشعب من هبات وانتفاضات وثورات، لعل أولها كانت انتفاضة 1920 وجاءت احتجاجا على وعد بلفور، و سقط فيها تسعة شهداء و251 جريحا(2)، ثم توالت المواجهات في عقد العشرينات فكانت هبة أو انتفاضة البراق 1929، وصولا إلى الشهيد عز الدين القسام الذي مهد بخروجه ضد القوات البريطانية لاندلاع الثورة الكبرى 1936- 1939 التي وضع الملوك والرؤساء العرب نهاية لها، ولم تختف أشكال المقاومة في عقد الأربعينات حتى وقعت نكبة 1948.
من هذا التاريخ المقاوم ولد أكثر من فصيل فلسطيني مقاوم منذ منتصف الخمسينات، ولم يكن مصادفة الاتفاق بين كل تلك الفصائل على المقاومة، خصوصا المسلحة منها، كوسيلة للتحرير واسترداد ما اغتصب من أرض وحقوق، مع اختلافها من حيث خلفياتها ومنابعها الأيديولوجية والسياسية والفكرية، وهو ما أكد عليه وكرسه ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية التي خرجت إلى الوجود في العام 1964. لقد استمدت تلك الفصائل دائما عزيمتها، خصوصا في الأوقات الصعبة، من استعداد الجماهير الشعبية الدائم للتضحية دفاعا عن قضيتها الوطنية، وأيضا عن قادتها الوطنيين، فاستمرت الفصائل كما استمرت القيادات بفضل تلك الجماهير، مدينة بوجودها لما تمنحها من قوة وعزم وقدرة على البقاء، حتى بعد ما أصبحت المفاوضات هي الأسلوب المفضل لتحقيق الأهداف الوطنية لدى قسم من تلك الفصائل والقيادات. لكنه مع انكشاف أسلوب المفاوضات وعبثيته مع تسارع عمليات المصادرة لما بقي من الأرض في الأيدي العربية والتهويد وبناء وتوسيع المستوطنات، بدأت العلاقة بين الجماهير من جهة، وبين القيادات والفصائل الوطنية من جهة أخرى، تأخذ منحى آخر، منحى يعيد طرح السؤال: لماذا لم تندلع الانتفاضة الثالثة؟

ولم يكد شهر آذار/مارس الماضي أن ينتصف حتى بدأت مدينة القدس تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمواطنين المقدسيين، متزامنا مع تدشين (كنيس الخراب). وكان الأمل يداعب البعض بأن تكون تلك المواجهات شرارة الانتفاضة الثالثة، لكنها هدأت وانطفأت بعد أسبوع واحد وانطفأ معها أمل المتأملين، ما أعاد السؤال إلى الواجهة من جديد: البعض يسأل، والبعض يحذر، وبعض ثالث يجيب.

****

في إطار التحذير من انتفاضة ثالثة، جاء تحذير الرئيس الفرنسي، نيقولا ساركوزي، في مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في باريس، بعد أن أكد على ضرورة استئناف المفاوضات وجاء فيه قوله: "إذا لم يكن هناك مفاوضات... فإننا جميعا، المجتمع الدولي، نجازف باندلاع انتفاضة ثالثة، معتبرا اندلاعها كارثة، قائلا: "إذا لم نفعل شيئا، فستكون الكارثة"! (الجزيرة نت- 22/10/2009).
لكن صحيفة (لوس أنجلوس تايمز- 10/1/2010) لا بد طمأنت الرئيس ساركوزي من خلال تقرير مراسلها من مدينة نابلس، الذي استبعد اندلاع الانتفاضة، لأن "الظروف في الضفة الغربية ليست مهيأة لاندلاعها في ظل ضعف القيادة الفلسطينية وقوة القبضة الإسرائيلية، فضلا عن الاقتصاد الفلسطيني الناشيء". ونسب المراسل إلى الدكتو عبد الستار قاسم استبعاده، أيضا، اندلاع انتفاضة جديدة بسبب "تدهور المعنويات وغياب الحافز أو القيادة التي تتولى توجيه الانتفاضة، كما أن الناس لا يضمنون ما سيحدث ويعتقدون أنهم سيخسرون الكثير". وترى الصحيفة الأميركية أن "الخبراء" يرون "أن ضعف وانقسام القيادة الفلسطينية يسهمان في تعزيز الفكرة التي تستبعد اندلاع انتفاضة ثالثة"، بينما رأى "الناشط حسام خضر أن اندلاع الانتفاضة هو مسألة وقت".

وفي نهاية أسبوع المواجهات التي وقعت في مدينة القدس، بعث مراسل صحيفة الأخبار اللبنانية (28/3/2010)، فراس خطيب، يصف وضع الناس في المدينة المقدسة ويقول: " هل ستكون هناك انتفاضة ثالثة؟ الناس يتحدثون كثيرا عن هذا السؤال وحيثياته، لكن أحدا لا يستطيع تحديد ملامح معنى الانتفاضة. إنها تعبير لا يمكن توقعه... لكن الفرق بين ما كان (في الانتفاضتين السابقتين) وبين ما هو اليوم أن اللحمة الفلسطينية كانت أقوى في الانتفاضتين، والمرجعية موحدة نوعا ما، والمطالب واضحة للعيان. النقاش لا يهدأ، والإجابة لا تحسم، ليترك السؤال مفتوحا على مصراعيه أمام الحدث".

فماذا عن الفصائل الفلسطينية؟
لا يبدو أن لدى الفصائل الفلسطينية، خصوصا المعارضة منها، أي شيء زيادة عن ما تقوله الأطراف الأخرى، عدوة كانت أو صديقة، شخصيات اعتبارية أو أفرادا. فقد جاء في تقرير جديد لفضائية "الجزيرة"، "اعتبرت فصائل فلسطينية أن الانقسام الذي تعانيه الساحة الفلسطينية الداخلية يشكل حجر عثرة أساسية أمام اندلاع انتفاضة شعبية جديدة في وجه الغطرسة الإسرائيلية". ويرى خضر حبيب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن "إسرائيل تخشى اندلاع انتفاضة جديدة لكنها في ظل تواصل الانقسام الفلسطيني باتت مطمئنة وموقنة بصعوبة تحقيق ذلك"، مشددا على أن المطلوب هو إنهاء الانقسام القلسطيني... ومؤكدا على ضرورة اللجوء إلى "كل أساليب المقاومة وعلى رأسها الكفاح المسلح".
أما إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس، وحسب التقرير نفسه، فيرى أن الشعب الفلسطيني "في انتفاضة مستمرة ومعركة متواصلة مع الاحتلال الإسرائيلي، تمر بموجات من التصعيد والتهدئة"، مشيرا إلى ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة ضد الاحتلال.
وعلى الجانب الأخر، أوضح الناطق باسم الحكومة في رام الله، غسان الخطيب، في اتصال هاتفي مع "الجزيرة"، "وجود توافق رسمي وشعبي فلسطيني على المقاومة الشعبية السلمية، مشددا على عدم الانجرار وراء أشكال المواجهة المسلحة التي تريد إسرائيل جر الفلسطينيين إليها".

هنا لا بد من استباق التسسل المنطقي لهذه المقالة ولا بد من سؤال يوجه للكل من "الجهاد" و "حماس"، وملاحظة على أقوال الناطق باسم حكومة رام الله. السؤال الأول: إذا كانت "الجهاد" ترى أن العقبة في طريق الانتفاضة هو (الانقسام الفلسطيني)، و"لا بد من إنهائه"، فلماذا لا ينهونه... وكيف ذلك... ومتى، إذا كان الجميع يعرف حق المعرفة أن أحدا لا يرغب، ولا يقدر على إنهائه؟! والسؤال الثاني: إذا كانت "حماس" ترى أن "الشعب الفلسطيني في انتفاضة مستمرة"، فلماذا دعا خالد مشعل مواطني الضفة الغربية لإشعال الانتفاضة الثالثة، ولماذا لم يستجب لدعوته أحد؟! أما الملاحظة على ما قاله غسان الخطيب، فهي: إذا كانت حكومته مع "المقاومة الشعبية السلمية"، فلماذا منعت الناس في رام الله من الخروج بحجة أن "المواجهة تكون مع الاحتلال، ولا احتلال في رام الله"؟ الخطيب قال ما قال بثقة يحسد عليها وكأن كل الأبواب مفتوحة أمام "المقاومة الشعبية السلمية"، ويكفي لدحض هذا الإدعاء تصريحات حاتم عبد القادر حول موقف الحكومة أثناء مواجهات القدس الأخيرة.

***

إذا تركنا الدول والفصائل، ماذا نجد أجوبة عند الكتاب والمحللين الفلسطينيين وماذا يقولون حول الموضوع؟ في ما يلي قليل مما وجدت، وهي عينة صغيرة لا أكثر:
*في تقرير "الجزيرة" التي سبقت الإشارة إليه، يقول الكاتب الصحفي طلال عوكل: إنه يستبعد اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة، رغم التحركات على الأرض "لأن الوضع الفلسطيني الداخلي غير ملائم في ظل الانقسام". وهو هنا يكرر ما تقوله الفصائل. لكنه عاد ليقول: إن "الشارع الفلسطيني يشعر بالإحباط وخيبة الأمل، لذلك فهو يؤيد اندلاع انتفاضة ثالثة بكافة أشكالها وأنواعها من أجل التعبير عن غضبه". ولكن إذا كان ذاك حال الشارع في تأييده لاندلاع الانتفاضة، فعلى أية أسس استبعد عوكل اندلاعها؟ هل هو (الانقسام الفلسطيني) وحده يجعل الوضع (غير ملائم)؟ وإذا كان لا حل في الأفق لهذا الانقسام، هل يظل الوضع غير ملائم؟ ولماذا لا تكون الانتفاضة هي الرافعة المطلوبة لإنهاء الانقسام وعلى أسس وطنية أيضا؟
* لقد أعاد الكثيرون عدم اندلاع الانتفاضة لعدة أسباب، الانقسام الفلسطيني، قمع الاحتلال وقمع سلطة رام الله، تحسن الوضع الاقتصادي...الخ لكن خالد خليل، في مقاله المشار إليه سابقا، يقول تعليقا على مواجهات القدس الأخيرة: "الشعب الفلسطيني... هذه المرة قرر أن لا ينتفض وأن لا يحرك ساكنا حتى لو أتيحت أمامه الفرصة لذلك، وحتى لو كان مقتنعا مائة في المائة بخطايا وأخطاء السلطة وعبثية الحلول المطروحة، حتى لو توفرت كل الأسباب والمقدمات لحالة احتقان شاملة". لماذا إذن؟ إنه يقول: "الصلة بين حالة الإحباط والركود والاستنكاف وبين غياب قيادات حقيقية معارضة" هو السبب الحقيقي، مضاف إليه عدة أسباب أخرى كالقمع والتنسيق الأمني والدعم الأمني والمالي الأميركي لسلطة رام الله. إن الكاتب بذلك، يضع كامل المسؤولية على الفصائل والقوى المعارضة للسلطة ولنهج المفاوضات، وكأني به يقول: السلطة ميؤوس منها، ولا توجد قيادات معارضة حقيقية. ولا أظنه ابتعد عن الحقيقة.
*لكنني صادفت اجتهادا من نوع أخر، حيرني قليلا لأنني قرأت لصاحبه، في الشهرين الأخيرين، أكثر من مقال كاد أن يغير صورته في ذهني. ففي مقال له بعنوان"عندما تنكسر الموجة قبل أن تتحول إلى انتفاضة"(3)، يكشف زكريا محمد عن (رفض) صريح لفكرة الانتفاضة، محاولا في الوقت نفسه أن يضع مبررات لهذا الرفض وكأنه يعدد أسباب رفض (الناس) لها. إنه يقول: "يمكن للمرء أن يقترح أسبابا عدة لانعدام شعبية الانتفاضات، من بينها أن الناس قد أنهكت بعد الانتفاضة الثانية... ومنها أن الناس لا تريد أن تتخلى عن التحسن الاقتصادي بعد سنوات تشبه سنوات الجوع في ظل الانتفاضة إياها. ومنها أيضا (اليد الثقيلة) لأجهزة السلطة، والأقواس من عنده! ويضيف: "لكننا نعتقد أن السبب الأهم وراء خشية الناس من الانتفاضات، ووراء عدم رغبتهم فيها، يكمن في الطريقة التي أديرت فيها الانتفاضتان السابقتان... ثم جاءت الانتفاضة الثانية كي تزيد الأمور سوءا، ففي جانب منها كانت هذه الانتفاضة مفروضة، (وبسبب موضوعية الكاتب)، أو قل نصف مفروضة نصف مرغوبه، وقد أطيلت حتى أنهكت الناس"! ويختتم زكريا محمد مقاله بالقول: إن الانتفاضة تعنى الفوضى والعنف و"هذا هو سبب سمعتها السيئة. فهي عند الناس فوضى وعنف ومواجهة يتم مطها إلى ما لا يطيقون"!
*لكن هناك من يرى الأمر بطريقة أخرى، منذ أيام بداية تراجع الانتفاضة الثانية، لكنه ينفع اليوم لتقديم نوع من الجواب على السؤال المطروح، فبعض الحقائق لا تتغير. ففي مقال له بعنوان "هل ماتت الجماهير حقا؟"، كتب ياسر الزعاترة في ما يشبه الدفاع عن جماهير الانتفاضة يقول: التراجع الذي يظهر على فعاليات الانتفاضة " لم يحدث لأن الجماهير بائسة وسيئة أو قصيرة النفس، ولكن لأن المسار السياسي هو الذي انحرف عن جادة الصواب، حيث عاد إلى المفاوضات الأمنية والسياسية أو لنقل إلى المراوحة بين التفاوض والانتفاضة، وهنا لم تعد الجماهير على قناعتها القديمة فعادت إلى السكوت من جديد". ويؤكد الزعاترة على فكرته هذه بأن يقول:" عندما عادت الأوضاع إلى التصعيد وبدا أن خيار المقاومة قد حسم خلال الأشهر الأولى من عام 2002 وصولا إلى معركة مخيم جنين البطولية، عاد الشارع من جديد إلى التحرك الواسع والقوي، غير أن المسار السياسي عاد لخذلانه من جديد أيضا وذلك من خلال (صفقة المقر)، وما بعدها، حيث بدأ مسلسل التراجعات المعروف". ويصل الزعاترة إلى استنتاجه الرئيسي، والصائب، عندما يقول:" تتميز الجماهير العربية بأنها لا تسير خلف أي قضية، بل إنها تحتاج إلى قناعة حقيقية بالبوصلة والهدف كي تتحرك. وفي الحالة الفلسطينية، كان التحرك دائما خلف البوصلة الصحيحة للجماهير ممثلة في خيار المقاومة...".
***

لقد حاولت، من خلال هذه المقالة، ومن خلال العينة المستخدمة، أن أضع بين يدي قارئي الكريم معظم الأسباب التي يتم تداولها، جاءت أحيانا بطريقة صريحة وأحيانا أخرى بطريقة ضمنية، في الاقتباسات المأخوذة من التصريحات والمقالات المنشورة على حد سواء، والتي حاولت أن تجيب على سؤال: لماذا لم تندلع الانتفاضة الثالثة؟ لكنني أرى أن السؤال الحقيقي لا بد أن يكون: متى تندلع الانتفاضة؟ قد يقال: إنه السؤال نفسه بصيغة أخرى. وهذا صحيح في أول نظرة، لكن الفرق هو أن الجواب عن السؤال الأول يذهب إلى تحديد أسباب عدم اندلاع الانتفاضة ، وربما ينتهي عندها. لكن الجواب عن السؤال الثاني يذهب إلى توفير شروط اندلاع الانتفاضة، والفرق بينهما واضح. في كل الأحوال، ما جاء في ذكر الأسباب (بعد الغربلة والتجميع) فيه الكثير من الصواب. لكنني أعتقد أن المحرك الذي تفتقده جماهير الانتفاضة، هو الكنز الذي أضاعته القيادات على الطريق في الأربعين سنة أو يزيد الماضية، والذي هي في أمس الحاجة إليه، ألا وهو عنصر خلق الثقة بين تلك الجماهير وبين قيادة قادرة على توفيرها. هذا العنصر بالغ الأهمية لن يتوفر ما لم تتوفر أولا قيادة وطنية ببرنامج سياسي وطني، تمارس المقاومة بكل أشكالها، وأولها المقاومة المسلحة، وترفض نهج المفاوضات والمساومة جملة وتفصيلا، وتؤمن حقا بالميثاق الوطني (قبل العبث الذي طاله قبل وبعد أوسلو)، ولا تطلب دعما إلا من الشعب ولا تحتمي إلا به. هذه الثقة، على هذه الأسس فقط، هي التي في استطاعتها أن تنهي الانقسام وتقيم الوحدة الوطنية على الأسس الوطنية، وهي القادرة على نزع الخوف واللامبالاة والإحباط واليأس الذي استولى على قلوب الفلسطينيين، القادرة على تنظيف المجتمع الفلسطيني ومحاسبة العملاء والمستسلمين والأذناب. في وضع كهذا يزهر الأمل وتتفتح وروده وتعظم أحلامه، ويتحول الموت المجاني إلى استشهاد مضمون النتائج، لن ينفع معه كل ما يقدر عليه اللصوص من المستوطنين أو مناصريهم.
هوامش
1) مقال "الحسم الإدراكي أم غياب القيادة النموذج؟ خالد خليل- عرب 48- 26/3/2010

2)مقال "المقاومة الفلسطينية... ثورة الإنسان والحجر" – محمد عبد العاطي/ الجزيرة نت –أكتوبر 2010

3) مقال "عندما تنكسر الموجة قبل أن تتحول إلى انتفاضة" – زكريا محمد / عرب 48 /27-3-2010


4) مقال "هل ماتت الجماهير"- ياسر الزعاترة – الجزيرة نت- أكتوبر 2004
[img][/img]
المدير العام
المدير العام
Admin
Admin

عدد المساهمات : 108
تاريخ التسجيل : 17/02/2010
الموقع : https://alnedalpalestinian.yoo7.com

https://alnedalpalestinian.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى